أخذ له غيلان بن خرشة من عبيد الله بن زياد أمانا فقال الشاعر:
إني من القوم الذين رماحهم … أثارت على وجه النميريّ عثبرا
وكنا إذا الجبار صعّر خده … أبينا على الجبار أن يتجبرا
ومن بني حارثة بن كعب بن العنبر رجال بالبادية وبخراسان، وكان منهم: مجاهد بن بلعاء، كان من فرسان بني تميم المشهورين، وكان على خيل بني تميم مع عمر بن عبيد الله بن معمر بالبحرين في حرب أبي فديك الخارجي. ولمجاهد بن بلعاء عقب.
وكان منهم: بجالة بن عبدة، كان أعبد الناس وأكثرهم تسبيحا.
ومنهم: التلبّ، كان شاعرا فهجا رجلا من قومه، واستعدى عليه عمر بن الخطاب فقال: إنه هجاني. فقيل: ما قال لك؟ فافتعل شعرا:
إن التلبّ له أم يمانية … كأن فسوتها في البيت إعصار
نزواء مقبلة قعساء مدبرة … كأنما هي زق في استه قار
وقد روي عن التلبّ بن ثعلبة الحديث، وأصحاب الحديث يقولون التلب، والتلب سخت أي ضئيل.
وقال أبو اليقظان: كان ثوب بن سحمه بن المنذر بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب يدعى مجير الطير، وذلك أنه كان يضع السهم في الأرض فلا يصاد من تلك الأرض شيء، وكان أسر حاتما الطائي فقال حاتم:
كنا بأرض ما يعبّ غداؤها … إن الغداء بأرض ثوب غاتم (١)
واتبع ثوبا رجلان من بني القليب بن عمرو بن تميم، ومعهما ابنة عم
(١) ليس في ديوان حاتم المنشور. والغتم: شدة الحرّ يكاد يأخذ بالنفس. القاموس.