للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابنها زيد في يوم واحد، فصلى عليهما عبد الله بن عمر.

وتوفيت فاطمة رضي الله تعالى عنها بعد النبي بستة أشهر. وذلك الثبت. ويقال: بثلاثة أشهر، ويقال بخمس وسبعين ليلة، ويقال بأربعين ليلة. وصلى عليها العباس بن عبد المطلب. ونزل هو وعليّ في قبرها.

ودفنت ليلا. وكبر العباس عليها أربعا. وكان لها، يوم توفيت، تسع وعشرن سنة. ويقال إحدى وثلاثون سنة وأشهر. ولما حضرت فاطمة الوفاة، أمرت عليا، فوضع لها غسلا. فاغتسلت وتطهرت، ثم دعت بثياب أكفانها. فأتيت بثياب غلاظ خشنة، فلبستها. ومست من الحنوط.

ثم أمرت عليا أنّ لا يكشف عنها إذا قبضت، وأن تدفن كما هي في ثيابها.

ففعل. ولم يصنع مثل هذا إلا كثير بن العباس، وكتب على أطراف أكفانه:

«كثير بن العباس يشهد أن لا إله إلا الله» (١).

وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي في إسناده، وعن هشام بن محمد الكلبي، قالا:

كان أبو بكر خطب فاطمة، فقال له رسول الله : أنا أنتظر بها القضاء. ثم خطبها عمر، فقال له مثل ذلك. فقيل لعلي: لو خطبت فاطمة؟ فقال: منعها أبا بكر وعمر، ولا آمن أن يمنعنيها. فحمل على خطبتها؛ فخطبها إلى رسول الله . فزوّجه إياها. فباع بعيرا له، ومتاعا، فبلغ ثمن ذلك أربع مائة وثمانين درهما. ويقال أربع مائة درهم.

فأمره أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في المتاع. ففعل. وكان علي يقول:


(١) - السير والمغازي لابن اسحق ص ٢٤٥ - ٢٥٤.