ومنهم: حسّان بن سعد، الذي بنى منارة بني أسيد بالبصرة، وكان شريفا يلي الأعمال، وله يقول الشاعر:
إذا ما كنت متخذا خليلا … فخالل مثل حسان بن سعد
فتى لا يرزأ الإخوان شيئا … ويرزؤه الخليل بغير كدّ
ويقال ان ابنه بناها وهو محمد بن حسان.
ومن ولد أسيد: الكلب بن عمرو بن عامر الشاعر.
وقال أبو اليقظان: من بني أسيد: صبرة بن جرير، ويكنى أبا حاضر، وكان أبوه مع زياد حين لجأ إلى داره صبرة بن شيمان الأزدي، فسماه صبرة باسمه، وكناه بكنيته، وكان ابن شيمان يكنى أبا حاضر، وكان أبو حاضر أجمل بني تميم، وله يقول الأبيرد الرياحي:
أبا حاضر ما بال ثوبيك أصبحا … على ابنة فرّوخ رداء ومئزرا
أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه … ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا
فروخ: مولى لبني الحارث بن كعب، وكان أبو حاضر مع الحجاج برستقاباذ وولاه بعد ذلك اصطخر ثم غضب عليه فقتله وكان جفريا.
فولد أبو حاضر: سالما. وحاضرا، وأمهما ابنة غيلان بن خرشة الضبي.
فأما سالم فكان خطيبا، وفد إلى سليمان بن عبد الملك حين ولي الخلافة، فقام بخطبة قرظه فيها، ولعن الحجاج وذم سيرته، فقال سليمان، لعن الله الحجاج، ثم أقبل يريد البصرة فمات في طريقه.
وأما حاضر بن أبي حاضر فكان ممن خالف يزيد بن المهلب، فقتله معاوية بن يزيد بواسط، وله عقب بالبصرة.