للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الربيع لأخيه عمارة: لا تبارزه فإنه موتور لو طعن بعود سحمه (١) لقتل، فلم يبارزه، ثم التقى القوم واختلطوا وبدت يومئذ نجدة عنترة العبسي، وجعل يرتجز ويقول:

اليوم تبلو كل أنثى بعلها … والحرّ يحميها ويحمي رحلها (٢)

ثم حمل فطعن حصين بن ضمضم فأرداه عن فرسه، وحمل أيضا على دريد بن حصين بن ضمضم فصرعه، وطعن حصين عنترة، ثم استقل وقد دمي وجهه، وحمل عليه فطعن مؤخر سرجه، فأفلت من طعنته فقال عنترة:

ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر … الحرب دائرة على ابني ضمضم (٣)

وقال سنان:

ابكوا حذيفة بالصفائح والقنا … وانعوه للبادين والحضر

وانصرف سنان.

وقال بعضهم: طعن عنترة حصينا فأرداه فأدمى وجهه، فمسح الدم، وشد على عنترة فطعن مؤخر سرجه فأفلت من طعنته.

وقال المفضل: قتل هرم بن ضمضم المري، ثم اصطلح الناس ولم يدخل حصين في الصلح، وحلف ألا يغسل رأسه حتى يقتل ورد بن حابس، ويقال ورد بن عمرو، أو رجلا من بني عبس، ثم من بني غالب وكتم ذلك فلم يطلع عليه أحدا، وحمل الحمالة الحارث بن عوف بن أبي


(١) السحمة: السواد، والسحم: شجر.
(٢) ليس في ديوان عنترة المطبوع.
(٣) ليس في ديوان عنترة المطبوع.