أني جزيت بني بدر ببغيهم … على الهباءة قتلا ما له قود
لما التقينا على أرجاء حمّتها … والمشرفية في أيماننا تقد
علوته بحسام ثم قلت له … خذها حذيف فأنت السيد الصمد
قال: ومثلوا بحذيفة فقطعوا مذاكيره ودسوها في فمه، وجعلوا لسانه في استه.
وقال عقيل بن علفة المري يهجو عويف القوافي:
ويوقد عوف للعشيرة ناره … فهلاّ على جفر الهباءة أوقدا
وإن على جفر الهباءة هامة … تنادي بني بدر وعارا مخلدا
وعض على أير حذيفة بعد ما … أبير على جفر الهباءة أسودا
وقال قيس بن زهير:
أقام على جفر الهباءة خير ميت … وأكرمه حذيفة ما يريم
ولولا ظلمه ما زلت أبكي … عليه الدهر ما طلع النجوم
ولكن الفتى حمل بن بدر … بغى والبغي منقصة وشوم
أظنّ الحلم دل على قومي … وقد يستجهل الرجل الحليم
ألاقي من رجال منكرات … فأنكرها وما أنا بالظلوم
ومارست الرجال ومارسوني … فمعوج عليّ ومستقيم
واستصغر عيينة بن حصن فخلّوه.
وقال قيس بن زهير أيضا:
شفاني السيف من حمل بن بدر … وسيفي من حذيفة قد شفاني
وإن أك قد شفيت بهم غليلي … فلم أقطع بهم إلا بناني (١)
(١) من أجل تفاصيل اضافية لهذه الأيام انظر النقائض ج ١ ص ٨٤ - ١٠٦.