وقال قتيبة للحجاج حين ظفر بأصحاب ابن الأشعث فأراد قتلهم:
إن الله قد أعطاك ما تحبّ من الظفر فأعطه ما تحب من العفو.
وقال الشعبي: كنت بالري مع قتيبة بن مسلم فتغديت معه، فقلت: اسقوني فقال لي: أي الشراب أحب إليك يا أبا عمرو؟ قلت:
أعز مفقود، وأهون موجود. فقال: اسقوا أبا عمرو ماء.
وقال قتيبة - ويقال سلم ابنه: المعاتبة رائد العوف ومقدّمته، وقال قتيبة، ويقال سلم ابنه: اعتذار مع منع أجمل من وعد ممطول.
ومر قتيبة بكناسة فيها رماد وعظام وأقذار فقال: إن الذي يبخل بما يصير آخره إلى هذا لبخيل.
وحدثني عبد الله بن صالح قال: مر قتيبة على عذرة فأمسك أنفه، وقال: إن من يبخل بما يصير إلى هذا لبخيل.
وقال قتيبة بن مسلم: أربعة متعرضون للهوان والاستخفاف: طالب الفضل من اللئام، والمفرط في الدالة على السلطان، والجالس في غير موضعه الذي يؤهل له، والمقبل على قوم بحديث وهم غير مستمعين له، ويروي ذلك عن حضين بن المنذر، وهو عن قتيبة أثبت.
وتزوج قتيبة الزّعوم بنت إياس فقال حضين بن المنذر: نعم المنكح هذه بخراسان، قال: نعم، وبين الصفا والمروة.
وحدث قتيبة الحجاج قبل توليته إياه أنه رأى كأن جملا قد اغتلم، فوثب به صبي منهم فقتله بشفرة، فلما ولي قتيبة أرسل عبد الملك رجلا على خبر قتيبة فثقل على الحجاج مكانه فكتب إلى قتيبة: أما تذكر الجمل المغتلم فدس إليه قتيبة من قتله.