له هناك عند زوجته أم شيبة بنت عمير، أخت مصعب بن عمير العبدري فأذن له رسول الله ﷺ في ذلك، فقدم مكة فقال لأهلها: إن محمدا قد أسر، التماسا للتقرب إليهم، فلقي العباس بن عبد المطلب الحجاج في خلوة فسأله عن الخبر فقال: اكتم عليّ فداك أبي وأمي حتى آخذ مالي، إني قد أسلمت وقد ظفر رسول الله ﷺ وقد جئتك وهو عروس بابنة ملك خيبر، ثم لحق بالنبي ﷺ وسكن المدينة، وبنى مسجدا يعرف به، ويقال إنه شهد قتال خيبر مع النبي ﷺ، وابنه نصر بن الحجاج بن علاط، كان من أجمل الناس وجها، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه امرأة في ليلة من الليالي تقول:
ألا سبيل إلى خمر فأشربها … أم لا سبيل إلى نصر بن حجاج
فدعاه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال: أصار النساء يتغنين بك؟ وسيّره إلى البصرة، وكان معرض بن الحجاج مع عائشة رضي الله تعالى عنها يوم الجمل، فقتل فقال نصر أخوه يرثيه:
لقد فزعت نفسي لذكرى معرّض … وعينيّ جادت بالدموع سحومها
فنعم الفتى وابن العشيرة إنه … يوقّي الأذى أعراضها ويزينها
عليم بإسعاف الكرام وحقّها … وإكرامها إذا اللئيم يهينها
وولد الحارث بن بهثة بن سليم، حييّ بن الحارث. ورفاعة بن الحارث. وكعب بن الحارث. وهو دوفن. وظفر بن الحارث. ووائلة بن الحارث. وعباد بن الحارث وهم قليل. وعبد بن الحارث، وأمهم الرباب بنت زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.