فقرأ: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ﴾ الآية. فبكى حتى انقطع فقعد فلم يزل يفعل ذلك حتى أصبح فقال عتبة: هذا الذي عمل بابني العمل.
حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عنبسة بن سعيد القرشي، ثنا المبارك بن عبسي بن عمر قال: كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلا فيقول: يا أهل القبور طويت الصحائف، ورفعت الأعمال، ثم يبكي ويصف قدميه حتى يصبح فيرجع فيشهد صلاة الصبح.
المدائني أن عمرو بن عتبة بن فرقد أو أبوه قال: إذا أطال المتكلم الكلام عرضت له أسباب التكلف، ولا خير في قول المتكلف.
وحدثني أحمد بن إبراهيم، ثنا مسدد عن عبد الله بن داود عن منخّل بن أبي عون قال: قدمت المدينة فما حدثوني عن عمرو بن عتبة بشيء إلاّ حدثتهم بمثله عن عامر بن عبد قيس، وما حدثتهم عن عامر بشيء إلا حدثوني عن عمرو بمثله.
حدثنا أحمد، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، أخبرني سيار قال:
سمعت الشعبي يقول: خرج ناس إلى الثّويّة عن رأس فرسخ من الكوفة، أو فرسخين، فبنوا مسجدا وقالوا نتعبد ولا نخالط الناس، فأتاهم عبد الله بن مسعود فقالوا: مرحبا بأبي عبد الرحمن لقد كنا نحب أن تزورنا، فقال: أتيتكم زائرا ولا أنزل حتى يهدم مسجد الخبال، أأنتم أهدى من أصحاب محمد؟ إنكم لممسكون بذباب ضلالة، أرأيتم لو صنع الناس مثل الذي صنعتم، من كان يقيم الحدود؟ من كان يعمر المساجد؟ من كان يجاهد العدو؟ ارجعوا فخالطوا الناس، وتعلموا ممن هو أعلم منكم،