وقال أبو اليقظان: ومن بني سليم: منصور بن عمرو بن عاصية البهزي.
وقال أبو عبيدة وغيره: خرج عمرو، فأغار على هذيل، وهو في جماعة من قومه، فنذر بهم بنو سهم بن معاوية بن هذيل، فأبلغوا خبرهم هذيلا. فاستعدوا، وعطش ابن عاصية فقال لبعض من معه: هل منكم من يسقي؟ فقال بعض أصحابه: نخاف القوم، فخرج على فرس له وقال: ليتبعني من أحبّ. فقالوا: نرى جمعا لا نقوم له، فانطلق وحده على فرسه ومعه قربته، وكان لهذيل على الماء قوم أكمنوهم لأنهم علموا أنه لا بدّ لهم من الماء، ونظر ابن عاصية يمينا وشمالا فلم ير الكمين فدخل البئر وأقبل يملأ قربته وأشرف الكمين عليه فقالوا: قد أخزاك الله يا بن عاصية ورمى ابن عاصية شيخا منهم فأصاب أخمصه فصرعه، وتشاغل من معه باخراج السهم من رجل الشيخ ووثب ابن عاصية من البئر فنجا منها، واتبعه باقوا من كان على البئر من هذيل فأسروه فقال: أرووني من الماء واصنعوا ما أردتم فلم يفعلوا وقتلوه، فقالت أخته تبكيه بأبيات تقول فيها:
يا لهف نفسي على ما كان من حزن … على ابن عاصية المقتول بالوادي
هلا سقيتم بني سهم أسيركم … نفسي فداؤك من ذي غلة صاد
ويروى هذا الشعر لأخت مسعود بن شداد. وكانت جرم أسرته فقالت:
يا عين بكّي لمسعود بن شداد … بكاء ذي عبرات شجوه باد
وانصرف بنو سليم، وجمع عرعرة بن عاصية لهذيل. فالتقوا بالجرف