للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني أن المغيرة بن شعبة قال: ما اصطنعت معروفا قط إلاّ كنت أحرص الناس على صيانته وريّه حتى استتمه.

وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه نهى أن يكنى أحد بأبي عيسى، فقال المغيرة بن شعبة: كناني رسول الله بأبي عيسى، وكنى صهيبا بأبي يحيى، ثم قال عمر: دلوني على رجل أوليّه، فقال المغيرة: قد عرفته، عبد الله بن عمر. فقال عمر: والله ما الله أردت يا عدو نفسه (١).

وقال عمر يوما: من عذيري من أهل الكوفة، إن وليت عليهم الضعيف حقروه، وإن وليت عليهم القوي فجرّوه، فقال المغيرة: أما المؤمن الضعيف فله إيمانه، وعليك ضعفه، وأما الفاجر القوي فلك قوته وعليه فجوره، فقال: يا أعور لعلك إن وليتك تعود لشيء مما رميت به، قد وليتك الكوفة.

وكان المغيرة يقول: إن المودة لتنفع عند الجمل الصؤول: والكلب العقور، فكيف عند الرجل المميز الفهم الكريم.

وتزوج المغيرة ثلاث بنات لأبي سفيان بن حرب، وتزوج ابنة سعد بن أبي وقاص.

وقال أبو اليقظان: يذكرون أنه حصن ثمانين امرأة في الإسلام، منهنّ ابنة لجرير بن عبد الله البجلي.

وكان إذا اجتمع عنده أربع نسوة قال: إنكنّ لطويلات الأعناق،


(١) طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٢٨٤ - ٢٨٦، ج ٦ ص ٢٠ - ٢١.