للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الحجاج جمع بين زاذان وطباخ شامي، فكان الشامي أكثرهما طرائف، وكان زاذان أقواهما طعاما.

وقال الحجاج لحوشب بن يزيد: ما كان أبوك يخبرك به عن المختار؟ قال: أخبرني أنه قال: أنا الذي أتزوج امرأة من أهل النبي، وأكسر قصر الملك، وأبني بنقضه قصرا، وأنا الذي ابني مدينة داوردان. فقال: كذب ابن دومة، وإن كانت لكريمة، أنا ذاك. فنقض قصر النعمان، وبني قصره في الجبان، وتزوج ابنة عبد الله بن جعفر.

وقدم الحجاج على قوم فسألهم عن المطر فتكلموا، فقال عمر بن أبي الصلت: أصلح الله الأمير أما أنا فما أجسر أن أنسق كما نسقوا، غير أني لم أزل في مطر وطين منذ خرجت من حلوان حتى قدمت عليك. فقال: لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة، إنك لأطولهم بالسيف خطوة.

المدائني قال: لما بنى الحجاج واسطا قال: لا عيب فيها علمته إلاّ ما نصير إليه من الموت، مع أنها ليست لنا ببلد، ولا لمن نترك من الولد.

وقال الحجاج لرجل من النخاسين: ما بال دوابكم أفره من دوابنا؟ قال: لأنا إذا علفنا أشبعنا، وإذا زجرنا أسمعنا، وإذا ضربنا أوجعنا.

وقال الحجاج: ما زالت قريش تذكر ابن جدعان، حتى ظننت أنه قد ولي رقابهم.

قالوا: ولما مات بشر بن مروان، وبلغ الحجاج موته قال: مات بشر يوم كذا، فيصل خبره يوم كذا، فلا يرى للعراق أحد غيري، فيأتيني كتاب بولايته يوم كذا. فكان كما قال: فاستخلف على الحجاز محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وقدم العراق.