يا أبا إبراهيم. وتوفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ في بيت أم بردة، وهو ابن ثمانية عشر شهرا، ويقال: ابن ستة عشر شهرا، وصلى عليه رسول الله ﷺ. وبعضهم يقول: مات وله إحدى وسبعون ليلة، والأول أثبت.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال:
توفي إبراهيم بن النبي ﵇ وله ثمانية عشر شهرا
- قالوا: وغسل إبراهيم ﵇ الفضل بن العباس بن عبد المطلب. ويقال غسلته أم بردة، وحمل على سرير صغير. وقال رسول الله ﷺ:«ادفنوه عند سلفنا الصالح عثمان بن مظعون». فدفن بالبقيع إلى جانب عثمان بن مظعون الجّمحي، وجلس رسول الله ﷺ والعباس على شفير قبر إبراهيم، ونزل فيه الفضل بن العباس، وأسامة بن زيد. وذلك يوم ثلاثاء في آخر شهر ربيع الأول سنة عشر. ورأى رسول الله ﷺ فرجة في اللبن، فأمر بسدّها، وقال:«أما إنّ هذا شيء لا يضرّ ولا ينفع، ولكنه إذا عمل الرجل عملا أحبّ الله أن يتقنه». وأمر رسول الله ﷺ بحجر، فوضع عند رأس إبراهيم، ورشّ على قبره الماء.
- قالوا: ولما مات إبراهيم ﵇، دمعت عين رسول الله ﷺ.
فقيل: يا نبي الله، أنت أحق من عرف الله حقّه، فيما أعطاه وأخذ منه. فقال ﷺ:«تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الربّ، ولولا أنه قول صادق، وموعود جامع، وسبيل مأتية، وأن الآخر لاحق بالأول لوجدّنا عليك أشد من وجدنا، وإنا عليك يا إبراهيم، لمحزونون».
حدثنا عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، ثنا عبد الله بن الأجلح،