للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ (١)؛ وقلت: يا رسول الله، إنه يدخل عليك البرّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟، فأنزل الله ﷿ آية الحجاب؟ وبلغتني معاتبة رسول الله نساءه فدخلت على واحدة واحدة، فجعلت أقول: والله لئن انتهيتنّ وإلا ليبدلنّ الله نبيه أزواجا خيرا منكن، فأنزل الله تعالى ﴿عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ﴾ الآية (٢).

قال الواقدي: ونزل الحجاب في ذي القعدة سنة خمس. وقوم يقولون: نزل ورسول الله بمكة حين حج حجته.

- وقال الواقدي، ثنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التؤمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله لنسائه في حجة الوداع: هذه ثم طهور الحصر.

قال: فحججن بعده إلا سودة وزينب. قالتا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله . وذكر بعضهم أن أم حبيبة كانت تحج كل سنة، وليس ذلك بثبت.

قال الواقدي: وحدثني عثمان بن محمد، عن زيد بن أسلم، قال:

خرج عمر آخر حجة حجها إلى مكة بأزواج النبي ؛ فحدثني سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال:

كان عمر منعهن من الحج والعمرة حتى كان آخر حجة حجها عمر، فخرج بهن في الهوادج، فكان عبد الرحمن بن عوف يقول: كنا نخرج بهن وهنّ في الهوادج وعلى هوادجهن الطيالسة. فأكون، وعثمان بن عفان


(١) - سورة البقرة - الآية:١٢٥.
(٢) - سورة التحريم - الآية:٥.