أبي رافع كاتب عليّ ﵇. وكان رسول الله ﷺ ورث سلمى هذه من أمه. وكان أبو رافع الذي بشر رسول الله ﷺ بولادة إبراهيم بن رسول الله، فوهب له غلاما. وكان رسول الله ﷺ وجه أبا رافع مع رجل من الأنصار ليخطبا عليه ميمونة بنت الحارث زوجته.
وحدثت عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال أبو رافع مولى ﷺ:
كنت غلاما للعباس، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل، وأسلمت. وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، فكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه. فلما جاء مصاب أهل بدر، وجدنا في أنفسنا عزّا وقوة. وكنت ضعيفا أعمل القداح وأنحتها في حجرة زمزم. فبينا أنا أنحت أقداحي، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سررنا بما جاء من خبر أهل بدر، إذ أقبل الفاسق أبو لهب، فجلس، ووافى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقال أبو لهب إليّ يا بن أخي؛ ما خبر الناس فقال: ما هو إلا أن لقيناهم رجال حتى منحناهم أكتافنا، ولقينا رجال على خيل بلق. فقلت: تلك الملائكة. فلطمني أبو لهب لطمة شديدة. وثاورته، فضرب بي الأرض. فقالت له أم الفضل:
أراك تستضعفه إذ غاب سيده. وأخذت شيئا، فضربت به، فشجته.
فقام ذليلا. فو الله ما عاش إلا سبع ليال، حتى رماه الله بالعدسة (١)،
(١) - العدسة: داء من الأدواء، وهي بثرة تخرج بالانسان، وربما قتلته. سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٧٦ - ٤٧٧.