له: إن لنا عريشا باردا، فقل فيه يا رسول الله عندنا، ونضحه بالماء.
فدخله وأبو بكر. وأتى أبو الهيثم بألوان من الرّطب: عجوة، وابن طاب، وأمهات جراذين. ثم جاءهم بعد ذلك بجفنه مملوءة ثريدا، عليها العراق.
فأكل رسول الله ﷺ وأبو بكر وأكلنا. ثم قال: عجبا للناس يقولون: توفي رسول الله ولم يشبع من خبز الشعير. قال: فلما حضرت الصلاة، صلى بنا رسول الله ﷺ في بيت أبي الهيثم، وزوجة أبي الهيثم خلفنا. ثم سلم وعاد إلى العريش، فصلى فيه ركعتين بعد الظهر. ورأيته ينصب اليمنى من رجليه، ويفترش اليسرى.
- قالوا: وبئر مالك بن النضر يعرف ببئر أنس.
- قال الواقدي: وكان رسول الله ﷺ يشرب من بئر لبني أمية، من الأنصار، تسمى العبيرة، فسماها اليسيرة. وفي بعض الرواية أنها كانت تسمى العسيرة، فسماها اليسيرة. والأولى أثبت.
- وكان يشرب من بئر رومة بالعقيق، وبصق فيها فعذبت. وقال:
وهي اليوم لعمر بن بزيع. قال: وهي بئر قديمة كانت انطمت، فأتى قوم من مزينة، فحالفوا الأنصار وقاموا عليها بأبدانهم وأصلحوها. وكانت رومة امرأة منهم أو أمة، تستقي منها للناس، فنسبت إليها. وقال بعض الرواة: إن الشعبة التي هي على طرفها تدعى رومة. والشعبة واد صغير يجرى فيه الماء. ومرّ رسول الله ﷺ بهذه البئر، فرأى عليها رجلا من مزينة يسقي عليها بأجر، فقال ﷺ: نعم هذه صدقة للمؤمن هذه. فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بأربع مائة دينار، فتصدّق بها. فلما علق العلق - والعلق البكرة وآلة السقي - مرّ بها رسول الله ﷺ، فسأل عنها.