هلك. ألا وإني قد وليتكم ولست بخيركم. ألا وقد كانت بيعتي فلتة وذلك أني خشيت الفتنة. وايم الله ما حرصت عليها يوما قط ولا ليلة، ولا طلبتها، ولا سألت الله إياها سرّا ولا علانية، وما لي فيها راحة. ولقد قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة ولا يدان. ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني. فعليكم بتقوى الله. وإنّ أكيس الكيس التقى، وإنّ أحمق الحمق الفجور. وإني متّبع ولست بمبتدع. وإنّ إضعف الناس عندي الشديد حتى آخذ منه الحق، وإنّ أشد الناس عندي الضعيف حتى آخذ له الحق. فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني، واعلموا أيها الناس أنه لم يدع قوم الجهاد قط إلا ضربهم الله بذلّ، ولم تشع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم البلاء، أيها الناس اتبعوا كتاب الله واقبلوا نصيحته فإنّ الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. واحذروا يوما ما للظالمين فيه من حميم ولا شفيع يطاع. فليعمل اليوم عامل ما استطاع من عمل يقرّبه إلى الله ﷿ قبل ألا يقدر على ذلك. أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم.
- المدائني، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمرو الجوني قال،
قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر:«كرداذ وناكرداذ»(١)، أي عملتم وما عملتم؛ لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
(١) - عبارة فارسية، تكتب باللغة العصرية «كرديد ونه كرديد». وتلفظ الألف في «كرداذ» بالإمالة. dedraK