للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثت عن جويرية بن أسماء؛ قال: قال لي عبد الله بن معاوية:

هل بلغك خبر زيد بن علي بالكوفة؟ فقلت: نعم. قال: والله لقد قال لي ذات ليلة: ألا أحدثك عن علي بن الحسين أتاه رجل من أهل الكوفة فقال:

فعل بنو مروان وفعلوا؛ فما تقول فيهم؟ قال: أقول ما قال من هو خير مني فيمن هو شر منهم ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١) فكيف يخرج زيد بعد هذا!

قالوا: فلما ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك - وهو يزيد الناقص - الخلافة، وولى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان العراق، خرج عبد الله بن معاوية عليه بالكوفة، ودعا لنفسه، فقاتله عبد الله بن عمر فهزمه فأتى المدائن فلحقه قوم انضموا إليه، فسار إلى حلوان؛ فغلب عليها وعلى نواح من الجبل، وضرب الدراهم وكتب عليها: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾ (٢). ثم غلب على أصبهان وعامة فارس والأهواز، وكان على الأهواز من قبل عبد الله بن عمر، سليمان بن حبيب بن المهلب، وصار أبو جعفر المنصور إليه مع من صار إليه من بني هاشم، فولاه ايذرج من الأهواز؛ فجبى خراجها، وكان ابن معاوية بفارس وقد وهن أمره وقوي أمر سليمان بن حبيب، فهرب المنصور يريد البصرة، وأذكى ابن حبيب عليه العيون حتى أخذ وأتي به فأغرمه المال، ويقال: إنه ضربه أربعين سوطا وشتمه ومن هو منه، ثم حبسه وأراد قتله


(١) - سورة المائدة - الآية؛١١٨.
(٢) - سورة الشورى - الآية:٢٣.