للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهرب سليمان بن حبيب من بنانة فلحق بفارس وصار مع عبد الله بن معاوية في طاعته، ثم أتى ماسبذان (١) وصار منها إلى عمان فدعا إلى نفسه فاجتمعت عليه جماعة، ثم إنهم خافوا أن يلحقهم بسببه مكروه وتنالهم معرّة فطردوه، فأتى البصرة واستخفى بها، وبلغ أمير المؤمنين أبا العباس خبره فكتب في طلبه وأذكى العيون عليه ودسّ لذلك حتى عرف المنزل الذي كان مستخفيا فيه، فلمّا أحس بإحاطة الجند به نزل في بئر؛ فاستخرج منها وكتب بذلك إلى أبي العباس فقال لخالد بن صفوان: إن سليمان بن حبيب وجد في بئر فأخذ فقال: يا أمير المؤمنين سمعت بالذي هرب رفضا ودخل قفصا.

وحمل سليمان إلى أبي العباس وكان المنصور يومئذ بناحية الموصل والجزيرة، فكتب يسأله حمله إليه، فلما قدم به عليه و بّخه بما كان منه وقال: لم ترض بما صنعت حتى شتمتني ومن أنا منه. ثم قتله.

وسمعت بعض آل المهلّب ينكر أن يكون وجد في بئر ويزعم أن أبا العباس آمنه حتى ظهر، فلما صار إليه كتب المنصور يسأل أن يحمل إلى ما قبله، وأخبر أنه إن لم يبعث به إليه لم يدخل العراق أبدا، فلما قدم به عليه قتله، وأن أبا مسلم كتب ينكر ذلك.

وكتب يزيد بن عمر بن هبيرة إلى بنانة بن حنظلة يأمره بالمسير إلى نصر بن سيار وهو بخراسان مددا له، فأتى أصبهان ثم الري وقتل بجرجان، ولقي قحطبة في أهل خراسان، ووجّه يزيد بن عمر بن [هبيرة] عامر بن ضبارة المري في أهل الشام إلى الموصل، فسار حتى أتى السنّ فلقي


(١) - ذكرها ياقوت في معجم البلدان.