أطيب من طعام الناس، فتركت الطعام مع العامة، ومضيت معه، فقال:
أتغديت؟ قلت: لا. قال: فانطلق معي. فمضيت معه إلى منزله فنادى: يا فضّة. فجاءت خادم سوداء فقال: غدينا. فجاءت بأرغفة وبجرّة فيها لبن فصبّتها في صحفة وثردت الخبز، فإذا فيه نخالة، فقلت:
يا أمير المؤمنين لو أمرت بالدقيق فنخل. فبكى ثم قال: والله ما علمت أنه كان في بيت رسول الله ﷺ منخل قط.
حدثني أبو هاشم الجعفري، عن أشياخهم أنّ عليا قال:
ما لبس رجل بعد تقوى الله لباسا أحسن من فصاحة، ولا تحلّت امرأة بأزين من شحم.
وحدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: بلغنا أنّ رجلا أثنى على علي في وجهه - وكان علي اتّهمه - فقال له علي:
أنا دون وصفك وفوق ما في نفسك. ثم قام الرجل فأطراه، فقال علي: اللهم إني أعلم بنفسي، وأنت أعلم بي مني، فاغفر لي مالا يعلمه النّاس منّي.
حدثنا يوسف بن موسى، عن حكّام الرازي، عن عمرو، عن معروف، عن ليث:
عن مجاهد قال: قال علي ﵇ بالكوفة: كيف أنتم إذا أتاكم أهل بيت نبيكم؟ قالوا: نفعل ونفعل، قال: فحرك رأسه ثم قال: بل توردون ثم تعرّدون (١) فلا تصدرون، ثم تطلبون البراءة ولا براءة لكم.