فوق المدينة بأربعة فراسخ، فأقبل علي، فقال له عمار بن ياسر: لتنصبنّ لنا نفسك أو لنبدأنّ بك، فنصب لهم نفسه فبايعوه.
وحدثني عباس بن هشام بن محمد الكلبي، عن لوط بن يحيى أبي مخنف، عن أبي روق الهمداني، وعن المجالد بن سعيد:
عن الشعبي أن عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - لما قتل أقبل الناس إلى علي رضي الله تعالى عنه ليبايعوه ومالوا إليه فمدوا يده فكفّها، وبسطوها فقبضها وقالوا: بايع فإنا لا نرضى إلا بك ولا نأمن من اختلاف الناس وفرقتهم. فبايعه الناس وخرج حتى صعد المنبر.
وأخذ طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام مفتاح بيت المال؛ وتخلفا عن البيعة فمضى الأشتر حتى جاء بطلحة يتله تلا عنيفا وهو يقول: دعني حتى أنظر ما يصنع الناس، فلم يدعه حتى بايع عليا، فقال رجل من بني أسد يقال له قبيصة بن ذويب: أول يد بايعت هذا الرجل من أصحاب محمد ﷺ شلاء والله ما أرى هذا الأمر يتمّ.
وكان طلحة أول من بايع من أصحاب رسول الله ﷺ، وبعث علي بن أبي طالب من أخذ مفاتيح بيت المال من طلحة. وخرج حكيم بن جبلة العبدي إلى الزبير بن العوام حتى جاء به فبايع، فكان يقول: ساقني لصّ من لصوص عبد القيس حتى بايعت مكرها.
قال: وأتي عليّ بعبد الله بن عمر بن الخطاب ملببا والسيف مشهورّ عليه، فقال له: بايع. فقال: لا أبايع حتى يجتمع الناس عليك. قال:
فأعطني حميلا (١) ألا تبرح. فقال لا أعطيك حميلا، فقال الأشتر: إن هذا