للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني أحمد بن هشام بن بهرام، حدثنا عمرة بن عون أنبأنا هشيم بن بشير، عن العوام بن حوشب، عن الأسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد - وكان يأمن عند علي ومعاوية - قال: بينا أنا عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص:

لتطب نفس كل واحد منكما لصاحبه برأس عمار، فإني سمعت رسول الله يقول: «تقتل عمارّ الفئة الباغية»، فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص فقال ألا تغبي (١) عنا مجنونك هذا فلم يقاتل معنا إذا؟ قال: إن رسول الله أمرني بطاعة أبي، فأنا معكم ولست أقاتل.

وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن الحارث بن فضيل، عن أبيه:

عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة الجمل فلم يسلّ سيفا، وشهد صفين فقال: لا أقاتل أبدا حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله؛ فإني سمعت رسول الله يقول: «تقتله الفئة الباغية». قال: فلما قتل عمار قال خزيمة: قد أبانت الضلالة. ثم اقترب فقاتل حتى قتل. قال:

وكان الذي قتل عمارا أبو غادية المري، طعنه برمحه فسقط. قال: وقتل وهو ابن أربع وتسعين سنة، فلما وقع أكبّ عليه رجل آخر فاحتز رأسه فاختصما فيه، فقال عمرو: ما يختصمان إلا في النار، فقال معاوية: أتقول هذا لقوم بذلوا أنفسهم دوننا، فقال عمرو: هو والله ذاك وإنك لتعلمه؛ ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.

وقال الواقدي: ويقال: إن عمارا قتل وهو ابن إحدى وتسعين سنة.


(١) - أي تغيب وتخفي. القاموس.