للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٠٤-[تعظيم الله شأن النار]

قال [١] : ومما عظم الله به شأن النار أنها تنتقم في الآخرة من جميع أعدائه.

وليس يستوجبها بشريّ من بشريّ، ولا جنيّ من جنيّ بضغينة ولا ظلم، ولا جناية ولا عدوان، ولا يستوجب النار إلا بعداوة الله عزّ وجلّ وحده، وبها يشفي صدور أوليائه من أعدائهم في الآخرة.

١٣٠٥-[تعظيم الله لما أضافه إلى نفسه]

وكل شيء أضافه الله إلى نفسه فقد عظّم شأنه، وشدّد أمره. وقد فعل ذلك بالنار [٢] ، فقالوا بأجمعهم: دعه في نار الله وسقره، وفي غضب الله ولعنته، وسخط الله وغضبه. هما ناره أو الوعيد بناره، كما يقال: بيت الله، وزوّار الله، وسماء الله، وعرش الله.

ثم ذكرها فامتنّ بها على أهل الأرض من وجهين [٣] : أحدهما قوله عزّ وجلّ:

الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ

[٤] فجعلها من أعظم الماعون معونة، وأخفها مؤونة.

١٣٠٦-[استطراد لغوي]

والماعون الأكبر: الماء والنار، ثم الكلأ والملح.

قال الشاعر في الماعون بيتا جامعا، أحسن فيه التأدية حيث قال [٥] : [من البسيط]

لا تعدلنّ أتاويّين قد نزلوا ... وسط الفلاة بأصحاب المحلّات [٦]

والمحلّات هي الأشياء التي إذا كانت مع المسافرين حلّوا حيث شاؤوا، وهي القدّاحة، والقربة، والمسحاة. فقال: إياك أن تعدل، إذا أردت النّزول، من معه أصناف


[١] ثمار القلوب ٤٥٤ (٨٢٠) .
[٢] ثمار القلوب (٨٠) .
[٣] ثمار القلوب ٤٥٧ (٨٢٣) ، فقرة «نار الشجر» .
[٤] ٨٠/يس: ٣٦.
[٥] البيت بلا نسبة في اللسان والتاج (حلل، أتو) ، وأساس البلاغة (حلل) . والمخصص ١٣/٢٢٥، والمقاييس ١/٥٢، ٥/٤٧٤، والبيان ٣/٢٣.
[٦] الأتاوي: الغريب في غير وطنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>