فإنّ لحكّة الناسور عندي ... دواء إن صبرت له سيجدي
يميت الدّود عنك وتشتهيه ... إن انت سننته سنّ المقدّي «١»
به، وطليته بأصول دفلى ... وشيء من جنى لصف ورند «٢»
أظنّي ميّتا من نتن فيه ... أهان الله من ناجاه بعدي
١٩٦-[أشعار العرب في هجاء الكلب]
وقال صاحب الديك: سنذكر أشعار العرب في هجاء الكلب مجرّدا على وجهه، ثمّ نذكر ما ذمّوا من خلاله وأصناف أعماله، وأمورا من صفاته، ونبدأ بذكر هجائه في الجملة. قال بشّار بن برد: [من الطويل]
عددت سويدا إذ فخرت وتولبا ... وللكلب خير من سويد وتولب «٣»
وقال بشّار أو غيره: [من الطويل]
أتذكر إذ ترعى على الحيّ شاءهم ... وأنت شريك الكلب في كلّ مطعم
وتلحس ما في القعب من فضل سؤره ... وقد عاث فيه باليدين وبالفم
وقال ابن الذئبة: [من الرجز]
من يجمع المال ولا يتب به ... ويترك المال لعام جدبه «٤»
يهن على النّاس هوان كلبه
وقال آخر: [من الطويل]
إنّ شريبي لا يغبّ بوجهه ... كلومي كأن كلبا يهارش أكلبا
ولا أقسم الأعطان بيني وبينه ... ولا أتوقّاه وإن كان مجربا
وهجا الأحوص ابنا له فشبّهه بجرو كلب فقال: [من الرجز]
أقبح به من ولد وأشقح ... مثل جريّ الكلب لم يفقّح «٥»