والنّاس يجدون ريح المسك في بيوتهم في بعض الأحايين، وهي ريح فارة يقال لها فارة المسك. والذي يكون في ناحية خراسان الذي له فأر المسك ليس بالفأر «١» ، وهو بالخشف «٢» حين تضعه الظّبية أشبه «٣» .
وتقول العرب في فارة الإبل صادرة «٤» : إنّ أرج ذلك العرق أطيب من المسك الأذفر في ذلك الزمان، وفي ذلك الوقت من اللّيل والنهار.
قال الراعي «٥» : [من الطويل]
لها فارة ذفراء كلّ عشيّة ... كما فتق الكافور بالمسك فاتقه
قال الأصمعيّ «٦» قلت لأبي مهدية، أو قيل لأبي مهدية: كيف تقول لا طيب إلا المسك؟ قال: فأين أنت من البان. قال: فقيل له: فقل: لا طيب إلا المسك والبان. قال: فأين أنت عن أدهان بحجر. قالوا له: فقل: لا طيب إلّا المسك والبان وأدهان بحجر. قال: فأين أنتم عن فارة الإبل صادرة؟.
قالوا «٧» : وربّما وجد النّاس في بيوتهم الجرذ يضرب إلى السّواد، يجدون من بدنه إذا عدا إلى جحره رائحة تشبه رائحة المسك، وبعض النّاس يزعم أنّ هذا الجنس هو الذي يخبأ الدّنانير والدراهم والحليّ، كما يصنع العقعق والغراب.
وهذا الجرذ غير فارة المسك التي تكون بخراسان، وتلك بالخشف الصّغير أشبه، وإنما يأخذون سرّته وهي ملأى من دم عبيط.
٢١٧٩-[الآية في الفيل]
قالوا: وقد جعل الله الفيل من أكبر الآيات وأعظم البرهانات للبيت الحرام