قالوا: والفيلة هولها في العين، فاحذر أن تتخذ ظهورها كالمناظر والمسالح والأرصاد.
وللفيل قتال وضرب بخرطومه، وخبط بقوائمه. وكانت الأكاسرة ربما قتلت الرّجل بوطء الفيلة، وكانت قد دربّت على ذلك وعلّمته، فإذا ألقوا إليها الرّجل تركت العلف وقصدت نحوه فداسته. ولذلك أنشد العباس بن يعقوب العامريّ، لناهض بن ثومة العامري قوله:[من الطويل]
أنا الشّاعر الخطّار من دون عامر ... وذو الضّغم إذ بعض المحامين ناهش
بخبط كخبط الفيل حتى تركته ... أميما به مستدميات مقارش «١»
وأنشد الأصمعي وأبو عمرو لتميم بن مقبل «٢» : [من الطويل]
بني عامر ما تأمرون بشاعر ... تخيّر آيات الكتاب هجائيا
أأعفو كما يعفو الكريم فإنّني ... أرى الشّعب فيما بيننا متدانيا
أم اخبط خبط الفيل هامة رأسه ... بجرد فلا أبقي من الرأس باقيا «٣»
٢٠٩١-[بعض من رمي تحت أرجل الفيلة]
وكانت الأكاسرة- وهي الكسور «٤» - تؤدّبها وتعوّدها وطء الناس وخبطهم إذا ألقي تحت قوائمها بعض أهل الجنايات، فكان ممن رمي به تحت أرجل الفيلة النّعمان بن المنذر. وقال في ذلك الشاعر:[من الخفيف]
إنّ ذا التّاج لا أبا لك أضحى ... وذرى بيته بجوز الفيول
إنّ كسرى عدا على الملك النّعمان حتّى سقاه أمّ البليل»
٢٠٩٢-[التخويف بالفيل]
وذكر الهيثم بن عديّ، عن أبي يعقوب الثّقفيّ، عن عبد الملك بن عمير قال: