وقال آخر في شبيه بهذا المعنى: [من الطويل]
ودون النّدى في كلّ قلب ثنيّة ... لها مصعد حزن ومنحدر سهل «١»
وودّ الفتى في كلّ نيل ينيله ... إذا ما انقضى، لو أنّ نائله جزل
وقال عامر بن الطّفيل: [من الطويل]
وإنّي وإن كنت ابن سيّد عامر ... وفارسها المشهور في كلّ موكب «٢»
فما سوّدتني عامر من وراثة ... أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب
ولكنّني أحمي حماها وأتّقي ... أذاها وأرمي من رماها بمنكب
وقال زياد بن ظبيان لابنه عبيد الله بن زياد وزياد يغرغر بنفسه «٣» : ألا أوصي بك الأمير؟ قال: لا. قال: ولم؟ قال: إذا لم يكن للحي إلّا وصيّة الميّت، فالحيّ هو الميّت» .
وقال آخر في هذا المعنى: [من الكامل]
والعزّ لا يأتي بغير تطلّب
وقال بشامة بن الغدير في خلاف ذلك، وأن يثبت أن يكون منه كان: [من الطويل]
وجدت أبي فيهم وجدّي كليهما ... يطاع ويؤتى أمره وهو محتبي «٥»
فلم أتعمّل للسّيادة فيهم ... ولكن أتتني طائعا غير متعب
٣١١-[أسباب السعادة]
ومن الناس من يقول: إن العيش كلّه في كثرة المال، وصحة البدن، وخمول الذكر.
وقال من يخالفه: لا يخلو صاحب البدن الصّحيح والمال الكثير، من أن يكون بالأمور عالما، أو يكون بها جاهلا. فإن كان بها عالما فعلمه بها لا يتركه حتّى يكون له من القول والعمل على حسب علمه، لأنّ المعرفة لا تكون كعدمها، لأنّها لو كانت