للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر، حيث عدّد الخونة، وحثّ الأمير على محاسبتهم: [من البسيط]

واشدد يديك بزيد إن ظفرت به ... واشف الأرامل من دحروجة الجعل

والجعل لا يدحرج إلّا جعرا يابسا، أو بعرة.

وقال سعد بن طريف، يهجو بلال بن رباح مولى أبي بكر [١] : [من البسيط]

وذاك أسود نوبيّ له ذفر ... كأنّه جعل يمشي بقرواح [٢]

وسنذكر شأنه وشأن بلال في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

٩١٣-[أبو الخنافس وأبو العقارب]

وكان بالكوفة رجل من ولد عبد الجبّار بن وائل بن حجر الحضرميّ يكنى أبا الخنافس راضيا بذلك، ولم تكن الكنية لقبا ولا نبزا، وكان من الفقهاء، وله هيئة ورواء. وسألته: هل كان في آبائه من يكنى أبا الخنافس؟ فإن أبا العقارب في آل سلم مولى بني العباس كثير على اتّباع أثر. وكان أبو الخنافس هذا اكتنى به ابتداء.

٩١٤-[طول ذماء الخنفساء]

وقال لي أبو الفضل العنبريّ: يقولون: الضّبّ أطول شيء ذماء، والخنفساء أطول منه ذماء، وذلك أنه يغرز في ظهرها شوكة ثاقبة، وفيها ذبالة تستوقد وتصبح لأهل الدّار، وهي تدبّ بها وتجول! وربما كانت في تضاعيف حبل قتّ، أو في بعض الحشيش والعشب والخلا، فتصير في فم الجمل فيبتلعها من غير أن يضغم الخنفساء، فإذا وصلت إلى جوفه وهي حيّة جالت فيه، فلا تموت حتى تقتله.

فأصحاب الإبل يتعاورون تلك الأواريّ والعلوفات، خوفا من الخنافس.

٩١٥-[هجاء جواس لحسّان بن بحدل]

وقال جوّاس بن القعطل في حسّان بن بحدل: [من الكامل]

هل يهلكنّي لا أبالكم ... دنس الثياب كطابخ القدر

جعل تمطّى في عمايته ... زمر المروءة ناقص الشّبر [٣]


[١] البيت في البرصان ١٥٦.
[٢] القرواح: البارز الذي لا يستره من السماء شيء، وهو الفضاء. «القاموس: قرح» .
[٣] الزمر: القليل. «القاموس: زمر» . الشبر: العطاء. «القاموس: شبر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>