للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٠-[أثر العين الحاسدة]

ولا تبعدنّ هذا من قلبك تباعدا يدعوك إلى إنكاره، وإلى تكذيب أهله. فإن أبيت إلّا إنكار ذلك، فما تقول في فرس تحصّن «١» تحت صاحبه، وهو في وسط موكبه، وغبار الموكب قد حال بين استبانة بعضهم لبعض، وليس في الموكب حجر ولا رمكة «٢» ، فيلتفت صاحب الحصان فيرى حجرا أو رمكة، على قاب غرض أو غرضين «٣» ، أو غلوة أو غلوتين «٤» . حدّثني، كيف شمّ هذا الفرس ريح تلك الفرس الأنثى، وما باله يدخل دارا من الدّور، وفي الدّار الأخرى حجر، فيتحصّن «٥» مع دخوله من غير معاينة وسماع صهيل!! وهذا الباب سيقع في موضعه إن شاء الله تعالى.

وقال أبو سعيد عبد الملك بن قريب: كان عندنا رجلان يعينان الناس، فمرّ أحدهما بحوض من حجارة، فقال: تالله ما رأيت كاليوم قطّ! فتطاير الحوض فلقين، فأخذه أهله فضبّبوه «٦» بالحديد، فمرّ عليه ثانية فقال: وأبيك لقلّما أضررت أهلك فيك! فتطاير أربع فلق.

قال: وأمّا الآخر، فإنّه سمع صوت بول من وراء حائط فقال: إنّك لشرّ الشّخب «٧» ! فقالوا له: إنه فلان ابنك، قال: وا انقطاع ظهراه! قالوا: إنه لا بأس عليه.

قال: لا يبول والله بعدها أبدا! قال: فما بال حتّى مات.

قال الأصمعيّ: ورأيت أنا رجلا عيونا فدعي عليه فعور. قال: إذا رأيت الشيء يعجبني، وجدت حرارة تخرج من عيني.

قال: وسمع رجل بقرة تحلب فأعجبه صوت شخبها «٨» ، فقال: أيتّهن هذه، فخافوا عينه فقالوا: الفلانيّة- لأخرى ورّوا بها عنها- فهلكتا جميعا: المورّى بها والمورّى عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>