لدن أن دعا ديك الصباح بسحرة ... إلى قدر ورد الخامس المتأوّب «٢»
٥٤٢-[دعابة أعرابي، وقسمته للدجاج]
قال أبو الحسن: حدّثني أعرابيّ كان ينزل بالبصرة قال «٣» : قدم أعرابيّ من البادية فأنزلته، وكان عندي دجاج كثير، ولي امرأة وابنان وابنتان منها، فقلب لامرأتي: بادري واشوي لنا دجاجة وقدّميها إلينا نتغدّاها فلمّا حضر الغداء جلسنا جميعا أنا وامراتي وابناي وابنتاي والأعرابيّ. قال: فدفعنا إليه الدّجاجة فقلنا له:
اقسمها بيننا- نريد بذلك أنّ نضحك منه- فقال: لا أحسن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمتها بينكم، قلنا: فإنّا نرضى. فأخذ رأس الدّجاجة فقطعه فناولنيه وقال:
الرّأس للرّأس، وقطع الجناحين وقال: الجناحان للابنين. ثمّ قطع السّاقين فقال:
السّاقان للابنتين. ثمّ قطع الزمكّي وقال: العجز للعجز. [ثم قطع الزور]«٤» وقال:
الّزور للزائر: قال فأخذ الدّجاجة بأسرها وسخر بنا. قال: فلما كان من الغد قلت لامرأتي: اشوي لنا خمس دجاجات. فلما حضر الغداء. قلت: اقسم بيننا. قال: إنّي أظنّ أنّكم وجدتم في أنفسكم! قلنا: لا! لم نجد في أنفسنا فأقسم. قال: أقسم شفعا أو وترا، قلنا: اقسم وترا قال: أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة. ثمّ رمى إلينا بدجاجة. ثمّ قال: وابناك ودجاجة ثلاثة. ثمّ رمى إليهما بدجاجة. ثمّ قال: وابنتاك ودجاجة ثلاثة. ثمّ رمى إليهما بدجاجة. ثمّ قال: أنا ودجاجاتان ثلاثة. وأخذ دجاجتين وسخر بنا. قال: فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه فقال: ما تنظرون! لعلّكم