للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدوا: [من الرجز]

إنّي امرؤ تابعني شيطانيه ... آخيته عمري وقد آخانيه

يشرب في قعبي وقد سقانيه ... فالحمد لله الذي أعطانيه [١]

قرما وخرقا في خدود واضيه ... تربّعت في عقد فالماوية [٢]

بقلا نضيدا في تلاع حاليه ... حتّى إذا ما الشّمس مرّت ماضيه [٣]

قام إليها فتية ثمانيه ... فثوّروا كلّ مريّ ساجيه [٤]

أخلافها لذي الأكف ماليه [٥]

١٧٧٣-[موضع الجن]

وقال ابن الأعرابي: قال لي أعرابي مرّة من غنيّ وقد نزلت به، قال: وهو أخفّ ما نزلت به وأطيبه، فقلت: ما أطيب ماءكم هذا، وأعذى [٦] منزلكم! قال: نعم وهو بعيد من الخير كله، بعيد من العراق واليمامة والحجاز، كثير الحيات، كثير الجنان! فقلت: أترون الجن؟ قال: نعم! مكانهم في هذا الجبل- وأشار بيده إلى جبل يقال له سواج [٧] قال: ثمّ حدّثني بأشياء.

١٧٧٤-[ذكر الجن في الشعر]

وقال عبيد بن أوس الطائي [٨] في أخت عدي بن أوس: [من الكامل]

هل جاء أوسا ليلتي ونعيمها ... ومقام أوس في الخباء المشرج [٩]


[١] القعب: القدح.
[٢] القرم: الفحل الذي يترك من الركوب والعمل ويودع للفحلة. الخرق: جمع خرقاء، وهي التي يقع منسمها بالأرض قبل خفها لنجابتها. الواضية: من الوضاءة، وهي الحسن والبهجة. عقد: موضع بين البصرة وضرية. الماوية: ماء على طريق البصرة من النباح.
[٣] التلاع: جمع تلعة، وهي ما انهبط من الأرض أو ما ارتفع. حالية: حليت بالنبت.
[٤] ثوّروها: بعثوها بعد بروكها. المري: الناقة التي تدر على من يمسح ضرعها. الساجية: الساكنة.
[٥] الأخلاف: جمع خلف، وهو الضرع. لذي الأكف: أي لهذه الأكف.
[٦] العذي: الأرض الطيبة التربة البعيدة من المياه.
[٧] سواج: جبل من جبال غني.
[٨] الأبيات لعبيد بن أوس الطائي في الحماسة البصرية ٢/١١٣- ١١٤، ولجميل بن معمر في ديوانه ٤١- ٤٢، ولعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ٤٨٨، ولعروة بن أذينة في الكامل ١/١٧١ (المعارف) ، وبلا نسبة في عيون الأخبار ٤/٩٣- ٩٤.
[٩] المشرج: الذي أدخل بعض عراه في بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>