للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩١٨-[شر الحيوانات]

وأما قوله:

٧- «وكلّها شرّ وفي شرّها ... خير كثير عند من يدري»

يقول: هي وإن كانت مؤذية وفيها قواتل فإن فيها دواء، وفيها عبرة لمن فكّر، وأذاها محنة واختبار. فبالاختبار يطيع النّاس، وبالطاعة يدخلون الجنّة.

وسئل علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، غير مرّة في علل نالته فقيل له:

كيف أصبحت؟ فقال: بشرّ. ذهب إلى قوله عزّ وجلّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ

[١] .

وأمّا قوله:

١٧- «فشرّهم أكثرهم حيلة ... كالذّئب والثّعلب والذّرّ»

فقد فسره لك في قوله:

١٨- «والليث قد بلّده علمه ... بما حوى من شدّة الأسر»

وهكذا كلّ من وثق بنفسه، وقلّت حاجته.

١٩١٩-[زعم في العقاب]

ويزعم أصحاب القنص أنّ العقاب لا تكاد تراوغ الصّيد ولا تعاني ذلك، وأنّها لا تزال تكون على المرقب العالي، فإذا اصطاد بعض سباع الطير شيئا انقضّت عليه فإذا أبصرها ذلك الطائر لم يكن همه إلا الهرب وترك صيده في يدها، ولكنها إذا جاعت فلم تجد كافيا لم يمتنع عليها الذّئب فما دونه. وقد قال الشّاعر: [من البسيط]

مهبّل ذئبها يوما إذا قلبت ... إليه من مستكفّ الجوّ حملاقا [٢]

وقال آخر [٣] : [من البسيط]

كأنّها حين فاض الماء واحتملت ... صقعاء لاح لها بالقفرة الذّيب

صبّت عليه ولم تنصبّ من أمم ... إنّ الشّقاء على الأشقين مصبوب


[١] ١- ٢/الفلق: ١١٣.
[٢] المهبل: المكتسب المغتنم. المستكف: موضع الاستكفاف؛ وهو الاستيضاح.
[٣] تقدم تخريج البيتين ص ٦/٥١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>