للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني يوسف لبعض شعراء بني حنيفة، وكان يسمّى مسيلمة ويكنى أبا ثمامة [١] : [من مجزوء الكامل]

لهفي عليك أبا ثمامه ... لهفي على ركني شمامه

كم آية لأبيهم ... كالشّمس تطلع من غمامه

وقد كتبنا قصّته وقصّة ابن النّوّاحة (في كتابنا الذي ذكرنا فيه فصل ما بين النبيّ والمتنبي) وذكرنا جميع المتنبئين، وشأن كلّ واحد منهم على حدته، وبأيّ ضرب كان يحتال، وذكرنا جملة احتيالاتهم، والأبواب التي تدور عليها مخاريقهم.

فإن أردت أن تعرف هذا الباب فاطلب هذا الكتاب؛ فإنّه موجود.

١١٩٦-[هجاء عبد القيس للنعمان]

وقد هجا عبد القيس بن خفاف البرجميّ، النّعمان بن المنذر، في الجاهليّة، وذكر ولادة الصّائغ له فقال [٢] : [من الخفيف]

لعن الله ثمّ ثنّى بلعن ... ابن ذا الصّائغ، الظلوم الجهولا

يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثمّ لا يرزأ العدوّ فتيلا [٣]

١١٩٧-[سهم الحنفي]

وكان سهم الحنفيّ يلي طبرستان، لمعن بن زائدة، مع حداثة سنه يومئذ، وكان له مروءة وقدر في نفسه.

١١٩٨-[حظ القبائل من الشعر]

وبنو حنيفة مع كثرة عددهم، وشدّة بأسهم، وكثرة وقائعهم، وحسد العرب لهم على دارهم وتخومهم وسط أعدائهم، حتى كأنهم وحدهم يعدلون بكرا كلها- ومع ذلك لم نر قبيلة قطّ أقلّ شعرا منهم. وفي إخوتهم عجل قصيد ورجز، وشعراء ورجّازون. وليس ذلك لمكان الخصب وأنّهم أهل مدر، وأكّالو تمر؛ لأنّ الأوس والخزرج كذلك، وهم في الشعر كما قد علمت. وكذلك عبد


[١] البيتان في المعارف ٤٠٥.
[٢] البيتان لعبد القيس بن خفاف في الأغاني ١١/١٣، وللنابغة الذبياني في ديوانه ١٧٠، والشعر والشعراء ٧٦ (ليدن) ، ٧١ (شاكر) ، والأول في اللسان (ربذ) ، والثاني بلا نسبة في المقاييس ٤/٤٧٢، والمخصص ١٣/٢٥٤.
[٣] الفتيل: الهنة التي في شق النواة.

<<  <  ج: ص:  >  >>