وقرابة أخرى بينه وبين الإنسان: أنّه ليس شيء من الحيوان لذكره حجم باد إلا الكلب والإنسان.
٣٨٦-[الكلب أسبح أنواع الحيوان]
والكلب بعد هذا أسبح من حيّة، ولا يتعلّق به في ذلك الثّور، وذلك فضيلة له على القرد، مع كثرة فطن القرد وتشبّهه بالإنسان؛ لأنّ كلّ حيوان في الأرض فإنّه إذا ألقي في الماء الغمر سبح، إلّا القرد والفرس الأعسر. والكلب أسبحها كلّها، حتّى إنّه ليقدّم في ذلك على البقرة والحيّة.
٣٨٧-[أعجوبة في الكلبة]
وفي طباع أرحام الكلاب أعجوبة؛ لأنّها تلقح من أجناس غير الكلاب، ويلقحها كما يلقح منها، وتلقح من كلاب مختلفة الألوان، فتؤدّي شبه كلّ كلب «١» ، وتمتلئ أرحامها أجراء من سفاد كلب، ومن مرة واحدة، كما تمتلئ من عدّة كلاب ومن كلب واحد. وليست هذه الفضيلة إلّا لأرحام الكلاب.
٣٨٨-[فخر قبيلتين زنجيتين]
قالوا: والزّنج صنفان، قبيلة زنجيّة فوق قبيلة، وهما صنفان: النمل والكلاب، فقبيلة هم الكلاب، وقبيلة هم النمل، فخر هؤلاء بالكثرة، وفخر هؤلاء بالشدّة.
وهذان الاسمان هما ما اختاراهما لأنفسهما ولم يكرها عليهما.
٣٨٩-[كلب الله]«٢»
قال: ويقال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعتبة بن أبي لهب: «أكلك كلب الله» فأكله الأسد. [ففى هذا الخبر فائدتان]«٣» . فواحدة: قد ثبت بذلك أنّ الأسد كلب الله.
والثانية: أنّ الله تبارك وتعالى لا يضاف إليه إلّا العظيم، من جميع [الأشياء من] »
الخير والشرّ. فأما الخير فقولك: بيت الله، وأهل الله، وزوّار الله، وكتاب الله، وسماء الله، وأرض الله، وخليل الله، وكليم الله، وروح الله، وما أشبه ذلك. وأما الشرّ