قال: وإناث الكلاب أطول أعمارا من الذكور، وكذلك هي في الجملة، وليس يلقي الكلب من أسنانه سنّا ما خلا النّابين، وإنّما يلقيهما إذا كان ابن أربعة أشهر.
قال: ومن أجل أنّ الكلاب لا تلقي غير هذين النّابين يشكّ بعض الناس أنها لا تلقى سنّا البتّة.
٤٢٨-[أمراض الكلاب]
قال «١» : وللكلاب ثلاثة أصناف من المرض، وأسماؤها: الكلب بفتح اللام، والذبحة، والنقرس. والكلب جنون، فإن عرض لشيء من الحيوان كلب أيضا أماته، ما خلا الإنسان. وهو داء يقتل الكلاب، وتقتل به الكلاب كلّ شيء عضّته، إلّا الإنسان فإنّه يعالج فيسلم.
قال: وداء الكلب يعرض للحمار، فأمّا الجنون وذهاب العقل فإنّه يصيب كلّ شيء، فمن ذلك ما يصيب الدوابّ، فإنّ منها ما يصرع كما يصرع المجنون.
والسائس من الدواب: الذاهب العقل.
٤٢٩-[صرع أعين الطبيب]
وقد كان شأن أعين الطبيب عجبا، وذلك أنّه كان يصرع، واتّفق أنّه كان له بغل يصرع، فكان ربّما اتّفق أن يصرعا جميعا «٢» ! وقد رأى ذلك كثير من أصحابنا البصريّين.
٤٣٠-[الصّرع عند الحيوان]
والصّرع عامّ في الحيوان، ليس يسلم منه صنف منها حتّى لا يعرض له منه شىء. والإنسان فوق جميع الحيوان تعذيبا، وكذلك هو في العقل والمعرفة والاحتيال له، مع دفع المضرّة واجتلاب المنفعة، وما أكثر ما يعتريهم ذلك. ومن ذلك ما يذهب، ومن ذلك ما لا يذهب.
٤٣١-[صرع الفضلاء]
وقد كان بختيشوع المتطبّب عرض له ذلك، وقد كان عرض لعبد الملك بن قريب فذهب عنه. وربّما عرض للرّجل الذي لا يظنّ به ذلك في بيان ولا تبيين، ولا