للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥١٤-[شرط أبي عباد النمري في الخمر]

ولما أنشدوا أبا عبّاد النّمريّ قول ابن ميّادة، وهو الرّمّاح «١» : [من الكامل]

ولقد غدوت على الفتى في رحله ... قبل الصّباح بمترع نشّاج «٢»

جاد القلال له بدرّ صبابة ... حمراء مثل سخينة الأوداج «٣»

حبست ثلاثة أحرس في دارة ... قوراء بين جوازل ودجاج «٤»

تدع الغويّ كأنّه في نفسه ... ملك يعصّب رأسه بالتّاج

ويظلّ يحسب كلّ شيء حوله ... نجب العراق نزلن بالأحداج «٥»

فحين سمعه أبو عبّاد يقول:

حبست ثلاثة أحرس في دارة ... قوراء بين جوازل ودجاج

قال: لو وجدت خمرا زيتيّة ذهبية، أصفى من عين الديك، وعين الغراب، ولعاب الجندب وماء المفاصل، وأحسن حمرة من النّار، ومن نجيع «٦» غزال، ومن فوّة الصّباغ- لما شربتها حتّى أعلم أنّها من عصير الأرجل، وأنّها من نبات القرى، وما لم تكدر في الزّقاق، وأنّ العنكبوت قد نسجت عليها، وأنّها لم تصر كذلك إلّا وسط دسكرة، وفي قرية سواديّة وحولها دجاج وفراريج. وإن لم تكن رقطاء أو فيها رقط فإنّها لم تتمّ كما أريد. وأعجب من هذا أنّي لا أنتفع بشربها حتّى يكون بائعها على غير الإسلام. ويكون شيخا لا يفصح بالعربيّة، ويكون قميصه متقطّعا بالقار.

وأعجب من هذا أنّ الذي لا بدّ منه أن يكون اسمه وإن كان مجوسيّا شهريار، ومازيار، وما أشبه ذلك، مثل أدير، واردان، ويازان. فإن كان يهوديا فاسمه مانشا، وأشلوما، وأشباه ذلك، وإن كان نصرانيّا فاسمه يوشع وشمعون وأشباه ذلك.

٥١٥-[استطراد لغوي]

ويقال حمس الشرّ وأحمس إذا اشتدّ. ويقال قد احتمس الدّيكان احتماسا، إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>