وقال صاحب الكلب: ومما اشتقّ من اسم الكلب في موضع النباهة، كليب بن ربيعة، هو كليب وائل. ويقال إنّه قيل في رجلين من بني ربيعة ما لم يقل في أحد من العرب، حتّى ضرب بهما المثل، وهو قولهم:«أعزّ من كليب وائل»«٢» ، والآخر:«لا حرّ بوادي عوف»«٣» .
قالوا: وكانت ربيعة إذا انتجعت معه لم توقد نارا ولم تحوّض حوضا، وكان يحمي الكلأ ولا يتكلّم عنده إلّا خفضا، ويجير الصيد ويقول: صيد أرض كذا وكذا في جواري لا يباح. وكان له جرو كلب قد كتعه «٤» فربما قذف به في الروضة تعجبه، فيحميها إلى منتهى عوائه، ويلقيه بحريم الحوض فلا يرده بعير حتّى تصدر إبله «٥» .
٢٣٧-[ما قيل من الشعر في كليب]
وفي ذلك يقول معبد بن شعبة التميمي:[من الطويل]
أظنّ ضرار أنّني سأطيعه ... وأنّي سأعطيه الذي كنت أمنع
إذ اغرورقت عيناه واحمرّ وجهه ... وقد كاد غيظا وجهه يتبضّع
تقدّم في الظلم المبيّن عامدا ... ذراعا إذا ما قدّمت لك إصبع
كفعل كليب كنت أنبئت أنّه ... يخلط أكلاء المياه ويمنع
يجير على أفناء بكر بن وائل ... أرانب ضاح والظباء فترتع
وقال دريد بن الصمة:[من الوافر]
لعمرك ما كليب حين دلّى ... بحبل كلبه فيمن يميح «٦»