للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب القول في الجعلان والخنافس]

٩٠٣-[صداقة الحيوانات لبعضها]

وسنقول في هذه المحقرات من حشرات الأرض، وفي المذكور من بغاث الطّير وخشاشه، ممّا يقتات العذرة ويوصف باللؤم، ويتقزّز من لمسه وأكل لحمه، كالخنفساء والجعل، والهداهد والرّخم، فإنّ هذه الأجناس أطلب للعذرة من الخنازير.

فأوّل ما نذكر من أعاجيبها صداقة ما بين الخنافس والعقارب، وصداقة ما بين الحيّات والوزغ.

وتزعم الأعراب أنّ بين ذكورة الخنافس وإناث الجعلان تسافدا وأنهما ينتجان خلقا ينزع إليهما جميعا.

وأنشد خشنام الأعور النحويّ عن سيبويه النّحويّ، عن بعض الأعراب في هجائه عدوّا له كان شديد السّواد: [من الرجز]

عاديتنا يا خنفسا كام جعل ... عداوة الأوعال حيّات الجبل [١]

من كلّ عود مرهف النّاب عتل ... يخرق إن مسّ وإن شمّ قتل [٢]

ويثبت أكل الأوعال للحيّات الشّعر المشهور، الذي في أيدي أصحابنا، وهو:

[من الرمل]

علّ زيدا أن يلاقي مرّة ... في التماس بعض حيّات الجبل

غاير العينين مفطوح القفا ... ليس من حيّات حجر والقلل [٣]


[١] كام: سفد. «القاموس: كوم» .
[٢] العتل: الشديد. «القاموس: عتل» .
[٣] مفطوح: عريض. «القاموس: فطح» .

<<  <  ج: ص:  >  >>