أكنت ترمحه؟ قال: لا. قال: فإن ينبح عليك كلب تنبح عليه؟ قال: لا، قال: فإنّ السفيه إمّا أن يكون حمارا، وإما أن يكون كلبا؛ لأنّه لا يخلو من شرارة تكون فيه أو جهل، وما أكثر ما يجتمعان فيه.
٢٢٢-[أمثال أخرى في الكلب]
وقال صاحب الديك: يقال للسفيه إنّما هو كلب، وإنّما أنت كلب نبّاح، وما زال ينبح علينا منذ اليوم، وكلب من هذا؟ ويا كلب ابن الكلب، وأخسأ كلبا.
وقالوا في المثل:«احتاج إلى الصّوف من جزّ كلبه»«١» ، و «أجع كلبك يتبعك»«٢» ، و «أحبّ شيء إلى الكلب خانقه»«٣» ، و «سمّن كلبك يأكلك»«٤» ، و «أجوع من كلبة حومل»«٥» ، و «كالكلب يربض في الآريّ فلا هو يأكل ولا يدع الدابّة تعتلف» .
٢٢٣-[براقش]
وفي أمثالهم في الشؤم:«على أهلها دلّت براقش»«٦» .
وبراقش: كلبة نبحت على جيش مرّوا في جوف الليل وهم لا يشعرون بموضع الحيّ، فاستدلّوا عليهم بنباح الكلبة فاستباحوهم.
٢٢٤-[الجنّ والحنّ]
وقال صاحب الدّيك: روى إسماعيل المكي عن أبي عطاء العطاردي قال:
سمعت ابن عبّاس يقول: السّود من الكلاب الجنّ، والبقع منها الحنّ. ويقال إنّ الحنّ ضعفة الجنّ، كما أنّ الجنيّ إذا كفر وظلم وتعدّى وأفسد، قيل شيطان؛ وإن قوي على البنيان والحمل الثقيل، وعلى استراق السمع قيل مارد، فإن زاد فهو عفريت، فإن زاد فهو عبقريّ. كما أنّ الرجل إذا قاتل في الحرب وأقدم ولم يحجم فهو الشجاع،