نصل الخميس إلى الخميس وأنتم ... بالقهر بين مربّق ومكلّب «١»
لا يحسبنّ بنو طليحة حربنا ... سوق الحمير بجأبة فالكوكب «٢»
حيد عن المعروف سعي أبيهم ... طلب الوعول بوفضة وبأكلب «٣»
حتّى يكهّن بعد شيب شامل ... ترحا له من كاهن متكذّب
٤٨٣-[الاشتفاء بدماء الملوك]
وأما قول زهير:[من الطويل]
وإن يقتلوا فيشتفى بدمائهم ... وكانوا قديما من مناياهم القتل «٤»
فهذا البيت نفسه ليس يدلّ على قولهم أنّ كلّ من كان به جنون أو كلب ثمّ حسا من دم ملك أو سيّد كريم أفاق وبرئ.
٤٨٤-[شدة فرار الكلب من الماء]
وقد ضربوا لصاحب الكلب أمثالا في شدّة طلبه الماء، وفي شدّة فراره منه إذا عاينه.
وقالوا وقلتم: فالماء المطلوب إذا عاينه من غير أن يمسّه، وهو الطالب له ولم يحرص عليه إلّا من حاجة إليه. فكيف صار إذا رآه صاح؟! قالوا: وقد يعتري النّاظر إلى الماء، والذي يديم التّحديق إليه وهو يمشي على قنطرة أو جرف أو جسر الدّوار، فإنّه ربما رمى بنفسه من تلقاء نفسه إلى الماء، وإن كان لا يحسن السباحة، وذلك إنما يكون على قدر ما يصادف ذلك من المرار. ومن الطّباع.
فممّن فعل ذلك بنفسه أبو الجهجهاه محمد بن مسعود، فكاد يموت حتى استخرج. ومنهم منصور بن إسماعيل التّمّار، وجماعة قد عرفت حالهم.