للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شخصه، وسواد العراق: سعف نخله، والأسودان: الماء والتمر، وأشباه ذلك- لقاله.

قال: وهؤلاء بأعيانهم الذين يصرّفون الزّجر كيف شاؤوا، وإذا لم يجدوا من وقوع شيء بعد الزّجر بدّا- هم الذين إذا بدا لهم في ذلك بداء أنكروا الطّيرة والزّجر البتّة.

٨٦٤-[تطير النابغة]

وقد زعم الأصمعي أنّ النّابغة خرج مع زبّان بن سيّار يريدان الغزو، فبينما هما يريدان الرحلة إذ نظر النّابغة وإذا على ثوبه جرادة تجرد ذات ألوان، فتطيّر وقال: غيري الذي خرج في هذا الوجه! فلما رجع زبّان من تلك الغزوة سالما غانما، قال [١] : [من الوافر]

تخبّر طيره فيها زياد ... لتخبره وما فيها خبير

أقام كأنّ لقمان بن عاد ... أشار له بحكمته مشير

تعلّم أنّه لا طير إلّا ... على متطير وهو الثّبور

بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير

فزعم كما ترى زبّان- وهو من دهاة العرب وساداتهم- أنّ الذي يجدونه إنّما هو شيء من طريق الاتفاق، وقال: [من الوافر]

تعلّم أنّه لا طير إلا ... على متطيّر وهو الثّبور

وهذا لا ينقض الأول من قوله: أمّا واحدة فإنه إن جعل ذلك من طريق العقاب للمتطير لم ينقض قوله في الاتفاق. وإن ذهب إلى أنّ مثل ذلك قد يكون ولا يشعر به اللّاهي عن ذلك والذي لا يؤمن بالطيرة، فإنّ المتوقّع فهو في بلاء مادام متوقعا. وإن وافق بعض المكروه جعله من ذلك.

٨٦٥-[تطير ابن الزبير]

ويقال إنّ ابن الزبير لما خرج مع أهله من المدينة إلى مكّة، سمع بعض إخوته ينشد: [من الطويل]

وكلّ بني أمّ سيمسون ليلة ... ولم يبق من أعيانهم غير واحد


[١] الأبيات لزبان بن سيّار في البيان ٣/٣٠٤- ٣٠٥، والبيتان الثالث والرابع له في العمدة ٢/٢٦٢، وهما بلا نسبة في عيون الأخبار ١/١٤٦، واللسان والتاج (طير) ، والثالث بلا نسبة في اللسان والتاج وأساس البلاغة (علم) ، والمخصص ٣/٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>