للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفعى والجرّارة، لما قصّرت قصبة الأهواز عن توليده وتلقيحه. وبليتها أنّها من ورائها سباخ [١] ومناقع مياه غليظة وفيها أنهار تشقها تسايل كنفهم، ومياه أمطارهم ومتوضّآتهم.

فإذا طلعت الشّمس فطال مقامها، وطالت مقابلتها لذلك الجبل، قبل بالصّخرية التي فيه تلك الجرّارات. فإذا امتلأت يبسا وحرارة، وعادت جمرة واحدة، قذفت ما قبلت من ذلك عليهم.

وقد تحدث تلك السّباخ وتلك الأنهار بخارا فاسدا، فإذا التقى عليهم ما تحدث السّباخ وما قذفه ذلك الجبل، فسد الهواء. وبفساد الهواء يفسد كلّ شيء يشتمل عليه ذلك الهواء.

وحدّثني إبراهيم بن عباس بن محمد بن منصور، عن مشيخة من أهل الأهواز، عن القوابل، أنهنّ ربّما قبلن [٢] الطّفل المولود، فيجدنه في تلك السّاعة محموما.

يعرفن ذلك ويتحدّثن به.

١٠٥٠-[عيون فراخ الحيات والخطاطيف]

قال: ويعرض لفراخ الحيّات مثل الذي يعرض لفراخ الخطاطيف؛ فإنّ نازعا لو نزع عيون فراخ الخطاطيف، وفراخ الحيّات، لعادت بصيرة.

١٠٥١-[مفارقة السلحفاة والرق والضفدع للماء]

وزعم أنّ السّلحفاة والرّقّ، والضّفدع، ممّا لا بدّ له من التنفّس، ولا بدّ لها من مفارقة الماء، وأنّها تبيض وتكتسب الطعم وهي خارجة من الماء، وذلك للنّسب الذي بينها وبين الضّب، وإن كان هذا برّيّا وهذا بحريّا.

١٠٥٢-[شبه بعض الحيوان البري بنظيره من البحري]

ويزعمون أنّ ما كان في البرّ من الضبّ والورل والحرباء، والحلكاء، وشحمة الأرض، والوزغ والعظاء [٣] مثل الذي في البحر من السّلحفاة والرّقّ، والتّمساح،


[١] سباخ: جمع سبخة، وهي الأرض تعلوها ملوحة. (القاموس: سبخ) .
[٢] قبلت القابلة الولد: تلقته عند خروجه. (القاموس: قبل) .
[٣] الورل والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ، كلها متناسبة في الخلق. حياة الحيوان ٢/٤١٨ (الورل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>