للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحبارى» «١» . فضرب بها المثل كما ترى في الموق والغفلة، وفي الجهل والبله.

وتقول العرب: «أعقّ من الضّبّ» ؛ لأنّه يأكل حسوله.

١٥٥-[أكل الهرة أولادها]

وكرم عند العرب حظّ الهرّة، لقولهم: أبرّ من هرّة «٢» ، وأعقّ من ضبّ. فوجّهوا أكل الهرّة أولادها على شدّة الحبّ لها، ووجّهوا أكل الضبّ لها على شدّة البغض لها، وليس ينجو منه شيء منها إلّا بشغله بأكل إخوته عنه، وليس يحرسها ممّا يأكلها إلّا ليأكلها. ولذلك قال العملّس بن عقيل، لأبيه عقيل بن علّفة: [من الوافر]

أكلت بنيك أكل الضّبّ حتّى ... وجدت مرارة الكلأ الوبيل «٣»

فلو أنّ الألى كانوا شهودا ... منعت فناء بيتك من بجيل

وقال أيضا: [من الوافر]

أكلت بنيك أكل الضّبّ حتّى ... تركت بنيك ليس لهم عديد «٤»

وشبّه السّيّد بن محمّد الحميريّ، عائشة رضي الله تعالى عنها في نصبها الحرب يوم الجمل لقتال بنيها، بالهرّة حين تأكل أولادها، فقال: [من السريع]

جاءت مع الأشقين في هودج ... تزجي إلى البصرة أجنادها «٥»

كأنّها في فعلها هرّة ... تريد أن تأكل أولادها

١٥٦-[رعاية الذئبة لولد الضبع]

وتقول العرب أيضا: «أحمق من جهيزة» «٦» ، وهي عرس الذئب؛ لأنّها تدع ولدها وترضع ولد الضبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>