للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتارة تحسبه ميّتا ... من طول إطراق وإخبات [١]

يسبته الصّبح وطورا له ... نفخ ونفث في المغارات

ويعلم أنّه وصف أفعى بقوله: [من السريع]

أصمّ أعمى لا يجيب الرّقى ... يفترّ عن عصل حديدات

منهرت الشّدق رقود الضّحى

«الخ» ثم ذكر أنيابه، فقال:

قدّمن عن ضرسيه واستأخرا ... إلى صماخين ولهوات

فجعله أعصل الأنياب، منهرت الأشداق، ثمّ وصفها بالسّبات وطول الإطراق، وبسرعة النّشطة [٢] ، وخفّة الحركة، إذا هّمت بذلك وكانت تعظم.

١٠٩١-[شعر في صفة الحية]

وقد وصفتها امرأة جاهليّة بجميع هذه الصّفة، إلّا أنها زادت شيئا. والشّعر صحيح. وليس في أيدي أصحابنا من صفة الأفاعي مثلها.

وقد رأيت عند داود بن محمّد الهاشميّ كتابا في الحيّات، أكثر من عشرة أجلاد، ما يصحّ منها مقدار جلد ونصف.

ولقد ولّدوا على لسان خلف الأحمر، والأصمعيّ، أرجازا كثيرة. فما ظنّك بتوليدهم على ألسنة القدماء! ولقد ولّدوا على لسان جحشويه في الحلاق أشعارا ما قالها جحشويه قط. فلو تقذّروا من شيء تقذّروا من هذا الباب.

والشّعر الذي في الأفعى [٣] : [من الكامل]

قد كاد يقتلني أصمّ مرقّش ... من حبّكم، والخطب غير كبير

خلقت لهازمه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من دقيق شعير

ويدير عينا للوقاع كأنّها ... سمراء طاحت من نفيض برير


[١] الإخبات: الإطراق والسكون. (القاموس: طرق) .
[٢] نشطت الحية: عضت بنابها. (القاموس: نشط) .
[٣] انظر الأبيات مع تخريجها في الأصمعيات رقم ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>