«١» ، وتأوّل في ذلك قول عيسى: وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا
«٢» أي لم يجعلني متكبّرا عن عبادته، قال: الجبّار: المسلّط القاهر، وقال: وهو قوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ
«٣» أي مسلّط فتقهرهم على الإسلام. والجبّار: الله.
وتأوّل أيضا (الخوف) على وجوه، ولو وجده في ألف مكان لقال: والخوف على ألف وجه، وكذلك الجبّار. وهذا كلّه يرجع إلى معنى واحد؛ إلّا أنّه لا يجوز أن يوصف به إلّا الله عزّ وجلّ.
٢٤٨-[تكلف بعض القضاة في أحكامهم]
وقال رجل لعبيد الله بن الحسن القاضي: إنّ أبي أوصى بثلث ماله في الحصون. قال: اذهب فاشتر به خيلا، فقال الرجل: إنّه إنّما ذكر الحصون! قال: أما سمعت قول الأسعر الجعفيّ: [من الكامل]
ولقد علمت على تجنّبي الرّدى ... أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى «٤»
فينبغي في مثل هذا القياس على هذا التأويل، أنّه ما قيل للمدن والحصون حصون إلّا على التشبيه بالخيل.
وخبّرني النّوشروانيّ قال: قلت للحسن القاضي: أوصى جدّي بثلث ماله لأولاده، وأنا من أولاده. قال: ليس لك شيء. قلت: ولم؟ قال: أو ما سمعت قول الشاعر: [من الطويل]
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ... بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد «٥»
قال: فشكوت ذلك إلى فلان فزادني شرّا.
وقالوا في قوله «٦» : ما ساءك وناءك: ناءك، أبعدك. قالوا: وساءك أبرصك. قال: