أبو عبيدة: الحسيفة الضغينة، وجمعها حسائف
٤٥٦-[من قتل نفسه بيده]
وما أكثر من قتل نفسه بيده، إمّا لخوف المثلة، وإمّا لخوف التعذيب والهوان وطول الأسر.
وقد كان الحكم بن الطّفيل، أخو عامر بن الطفيل، وأصحابه خنقوا أنفسهم في بعض الأيام «١» ، فعيّروا بذلك تعييرا شديدا، فقال خراشة بن عامر بن الطفيل: [من الطويل]
وقدتهم للموت ثمّ خذلتهم ... فلا وألت نفس عليك تحاذر
فهل تبلغنّي عامرا إن لقيته ... أسلّيت عن سلمان أم أنت ذاكر
فإنّ وراء الحيّ غزلان أيكة ... مضمّخة آذانها والغدائر
وإنّكم إذ تخنقون نفوسكم ... لكم تحت أظلال العضاه جرائر
وقال عروة بن الورد في يوم ساحوق، ويذكر خنق الحكم بن الطّفيل وأصحابه أنفسهم، فقال «٢» : [من الطويل]
ونحن صبحنا عامرا في ديارها ... علالة أرماح وعضبا مذكّرا «٣»
بكلّ رقيق الشّفرتين مهنّد ... ولدن من الخطّيّ قد طرّ أسمرا «٤»
عجبت لهم إذ يخنقون نفوسهم ... ومقتلهم عند الوغى كان أعذرا
يشدّ الحليم منهم عقد حبله ... ألا إنّما يأتي الذي كان حذّرا
٤٥٧-[رثاء أبي زبيد الطائي كلبا له]
وقال أبو زبيد في كلب له، كان يساور الأسد ويمنعه من الفساد، حين حطمه الأسد، وكان اسمه أكدر، فقال «٥» : [من البسيط]
أخال أكدر مختالا كعادته ... حتى إذا كان بين الحوض والعطن «٦»