للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو أنّ جهنّم فتحت أبوابها، ونحّي عنها الخزنة، ثمّ قيل لكلّ لصّ في الأرض، ولكلّ خائن في الأرض: دونك؛ فقد أبيحت لك! لما دنا منها، وقد جعل لها خزائن وخزنة. وإنّما هذا على مثال ما ذكرنا. وهذا كثير في كلام العرب.

والآي التي ذكرنا في صدق هذا الجواب، كلها حجج على الخوارج في إنكارهم المنزلة بين المنزلتين.

١١٥٠-[شعر في الحيات]

وقال خلف الأحمر في ذكر الحيّات: [من الوافر]

يرون الموت دوني إن رأوني ... وصلّ صفا لنابيه ذباب [١]

من المتحرّمات بكهف طود ... حرام ما يرام له جناب [٢]

أبى الحاوون أن يطؤوا حماه ... ولا تسري بعقوته الذّئاب [٣]

كأنّ دما أمير على قراه ... وقطرانا أمير به كباب [٤]

إذا ما استجرس الأصوات أبدى ... لسانا دونه الموت الضباب

إذا ما الليل ألبسه دحاه ... سرى أصمى تصيح له الشّعاب [٥]

فقلت لحيّان بن عتبي: لم قال موسى بن جابر الحنفيّ: [من الرمل]

طرد الأروى فما تقربه ... ونفى الحيّات عن بيض الحجله

قال: لأنّ الذّئاب تأكل الحيّات. قلت: فلم قال خلف الأحمر:

ولا تسري بعقوته الذئاب؟

قال: لأنّ الذّئاب تأكل الحيّات. فظننت أنّه حدس ولم يقل بعلم.

وقال الزّياديّ في يحيى بن أبي حفصة [٦] : [من البسيط]

إني ويحيى وما يبغي كملتمس ... صيدا وما نال منه الرّيّ والشّبعا


[١] ذباب الناب: طرفه الحاد. (القاموس: ذبب) .
[٢] طود حرام: جبل لا يستطاع القرب منه.
[٣] العقوة: الساحة. (القاموس: عقو) .
[٤] أمار الدم: أساله. (القاموس: أمر) . القرا: الظهر. (القاموس: قرا) . الكباب: التراب. (القاموس:
كبب) .
[٥] الأصمى: الشديد الوثاب.
[٦] تقدمت الأبيات في الفقرة (١٠٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>