للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعاذل لو كان النّداد لقوتلوا ... ولكن أتانا كلّ جنّ وخابل

وقد زعم ناس أنّ الخبل والخابل ناس. قالوا: فإذا كان ذلك كذلك، فكيف يقول أوس بن حجر [١] : [من الطويل]

ناوح جنّان بهن وخبّل

١٧٨٦-[استطراد لغوي]

قالوا: وإذا تعرّضت الجنّيّة وتلوّنت وعبثت فهي شيطانة، ثم غول. والغول في كلام العرب الدّاهية. ويقال: لقد غالته غول. وقال الشاعر: [من البسيط]

تقول بيتي في عز وفي سعة ... فقد صدقت ولكن أنت مدخول

لا بأس بالبيت إلّا ما صنعت به ... تبني وتهدمه هدّا له غول

وقال الرّاجز: [من الرجز]

والحرب غول أو كشبه الغول ... تزفّ بالرّايات والطّبول

تقلب للأوتار والذّحول ... حملاق عين ليس بالمكحول [٢]

١٧٨٧-[زواج الجن بالأعراب]

ومن قول الأعراب أنهم يظهرون لهم، ويكلّمونهم، ويناكحونهم. ولذلك قال شمر بن الحارث الضبّي [٣] : [من الوافر]

ونار قد حضأت بعيد هدء ... بدار لا أريد بها مقاما

سوى تحليل راحلة وعين ... أكالئها مخافة أنّ تناما

أتوا ناري فقلت منون قالوا ... سراة الجنّ قلت عموا ظلاما

فقلت إلى الطّعام فقال منهم ... زعيم نحسد الإنس الطّعاما

وذكر أبو زيد عنهم أن رجلا منهم تزوج السّعلاة، وأنها كانت عنده زمانا، وولدت منه، حتّى رأت ذات ليلة برقا على بلاد السّعالي، فطارت إليهنّ، فقال [٤] :

[من الوافر]


[١] انظر الحاشية الرابعة في الصفحة السابقة.
[٢] الأوتار: جمع وتر، وهو الثأر. الذحول: جمع ذحل، وهو الثأر. الحملاق: باطن جفن العين.
[٣] تقدمت الأبيات في ٤/٥٠٠، مع نسبتها إلى سهم بن الحارث.
[٤] تقدّم قول أبي زيد مع البيت في ١/١٢١، الفقرة (١٤٦) ، وأضف إلى مصادر البيت: شرح شواهد الإيضاح ٢٢٥، والخصائص ٢/١٩، ورصف المباني ١٤٦، واللسان (أهل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>