أنفسها وأولادها من كلاب القنّاص ومن السّباع التي تطيف بها، بالقرون. قال الطّرمّاح «١» : [من الرمل]
أكل السّبع طلاها فما ... تسأل الأشباح غير انهزام
٢٢٢٠-[قصة في سفاد الخنزير]
وقال ابن النّوشجانيّ «٢» : أقبلت من خراسان في بعض طرق الجبال فرأيت أكثر من ميلين متّصلين في مواضع كثيرة من الأرض، أثر ستّ أرجل، فقلت في نفسي: ما أعرف دابّة لها ستّ أرجل! فاضطرّني الأمر إلى أن سألت المكاري، فزعم أنّ الخنزير الذّكر في زمان الهيج يركب الخنزيرة وهي ترتع أو تذهب نحو مبيتها، فلا يقطع سفاده أميالا، ويداه على ظهرها ورجلاه خلف رجليها، فمن رأى تلك الآثار، رأى ستّ أرجل، لا يدري كيف ذلك.
٢٢٢١-[ما يعرف بطول السفاد]
قال: فالخنزير في ذلك على شبيه بحال الذباب الذكر إذا سقط على ظهر الأنثى، في طول السّفاد.
وإنّ الجمل في ذلك لعجيب الشّأن، فأمّا العدد فالعصفور، ويحكى أنّ للورل في ذلك ما ليس لشيء، يعني في القوة، وأنشد أبو عبيدة:[من الرجز]
في عظم أير الفيل في رهز الفرس ... وطول عيس جمل إذا دحس «٣»
٢٢٢٢-[فرس الماء]
قال عمرو بن سعيد: فرس الماء يأكل التمساح. قال «٤» : ويكون في النّيل خيول، وفي تلك البحور- يعني تلك الخلجان- مثل خيول البرّ، وهي تأكل التماسيح أكلا شديدا، وليس للتماسيح في وسط الماء سلطان شديد إلّا على ما احتمله بذنبه من الشّريعة.
قال: وفرس الماء يؤذن بطلوع النّيل، بأثر وطء حافره، فحيث وجد أهل مصر أثر تلك الأرجل عرفوا أنّ ماء النيل سينتهي في طلوعه إلى ذلك المكان.