تقول: بالسّيف وبالقداح، لأنّ القداح تضرب باليدين جميعا. وقال ابن مقبل «١» : [من البسيط]
وللفؤاد وجيب عند أبهره ... لدم الوليد وراء الغيب بالحجر
وقال ابن أحمر «٢» : [من الطويل]
وفؤاده زجل كعزف الهدهد
وكان حسّان يقول لقائده إذا شهد طعاما:«أطعام يد أم طعام يدين؟»«٣» . طعام يدين: الشّواء وما أشبه ذلك، وطعام اليد: الثرائد وما أشبهها.
وقال بعض السّلاطين لغلام من غلمانه وبين يديه أسير: اضرب. قال: بيد أو يدين؟ قال: بيد، فضربه بالسّياط. قال: اذهب فأنت حرّ. وزوّجه وأعطاه مالا.
وسارّ رجلا من الملوك بعض السّعادة بابن له ذكر أنّه بموضع كذا وكذا يشرب الخمر مع أصحاب له، فبعث غلاما له يتعرّف حاله في الشراب، فلمّا رجع وجد عنده ناسا فكره التفسير، فقال له: مهيم. قال: كان نقله جبنا. قال: أنت حرّ. لأنّ معاقري الخمر يتنقلون بالجبن لأسباب كثيرة.
٢٢٣٣-[حكاية فرخ الحجّام]
وكان «٤» فرج الحجّام مملوك جعفر بن سليمان، إذا حجمه أو أخذ من شعره لم يتكلّم ولم يتحرّك، ولم يأخذ في شيء من الفضول، فقال جعفر ذات يوم: والله لأمتحننّه، فإن كان الذي هو فيه من عقل لا ينته، وإن كان كالطّبيعة والخلقة لأحمدنّ الله على ذلك. فقال له يوما: ما اسمك يا غلام؟ قال: فرج. قال: وما كنيتك؟ قال: لا أكتني بحضرة الأمير. قال: فهل تحتجم؟ قال نعم. قال: متى؟ قال: عند هيجه.
قال: وهل تعرف وقت الهيج؟ قال: في أكثر ذلك. قال: فأيّ شيء تأكل على الحجامة؟ قال: أما في الصّيف فسكباجة محمّضة عذبة، وأمّا في الشتاء فد يجيراجة خاثرة حلوة. فأعتقه وزوّجه، ووهب له مالا.