لأنّ الرّيح تعصف به من صغره، فهو يعرف ذلك من نفسه، فإذا قويت الرّيح دخل جحره، ويقولون عندليب وعندبيل وكلّ صواب، ولذلك قال هارون: [من المتقارب]
ويعصف بالببر بعد النمور ... كما تعصف الرّيح بالعندبيل
وسنخبر عن تقرير ما في هذه القصيدة مفرّقا، إذ لم نقدر عليه مجموعا متّصلا، ولو أمكن ذلك لكان أحسن للكتاب، وأصحّ لمعناه، وأفهم لمن قرأه.
[باب ما يدخل في ذكر الفيل وفيه أخلاط من شعر وحديث وغير ذلك]
قال رؤبة «١» في صفة الفيل: [من الرجز]
أجرد كالحصن طويل النّابين ... مشرّف اللّحي صغير الفقمين
عليه أذنان كفضل الثّوبين
وأنشد ابن الأعرابيّ «٢» : [من البسيط]
هو البعوضة إن كلّفته كرما ... والفيل في كلّ أمر أصله لوم
وقال أعرابيّ ووصف امرأة له «٣» : [من الرجز]
لو أكلت فيلين لم تخش البشم
وقال أعرابيّ يصف الأكرياء «٤» : [من الرجز]
لو تركب البختيّ ميلا لأنحطم ... أو تركب الفيل بها الفيل رزم «٥»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute